نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
[الحديث: 505] عن عبد الله بن عمر
قال: (ما بين تابوت معاوية وتابوت فرعون إلا درجة، وما انخفضت تلك الدرجة إلا أنه
قال: (أنا ربكم الأعلى)[1]
[الحديث: 506] عن أبي ذر قال: قلت
لمعاوية، أما انا فأشهد إني سمعت رسول الله a يقول: إن أحدنا فرعون هذه الأمة، فقال معاوية:
أما أنا فلا[2].
وقد خصص الشيخ حسن المالكي هذا الحديث برواياته المختلفة بدراسة
مهمة ذكر فيها طرق الحديث وأسانيده، وكيف تلاعب المحدثون في القديم والحديث به،
ومما جاء في مقدمته قوله: (هل لهذه الأمة فرعون؟ أتت الأحاديث السنية برجلين، وردت
في كل منهما أحاديث بأنه فرعون هذه الأمة، وهما أبو جهل ومعاوية، إلا أن الحديث في
أبي جهل ضعيف منقطع ولا واقع له من حيث السلطة والجنود والسحرة، والحديث في معاوية
صحيح الإسناد ويدعمه الواقع من حيث الملك والجنود والسحرة والاضطهاد وتفريق الأمة
شيعاً.. وكان حديث معاوية متداولاً يعرفه خواص أهل العلم في الوسط السني إلا شهرته
تذبل مع الزمن حتى كانت النكبة الثقافية الأخيرة في عهد المتوكل العباسي، فأضاعت
كثيراً من الأحاديث والأحداث المتداولة قبلها، حتى أصبح مشهورها غريباً، فالمرحلة
المتوكلية نصرت الشق الناصبي في أهل السنة وكان قليلاً إلى أبلغ حد ممكن، وكانت
نتيجة هذه المرحلة المتوكلية أن قادت السلفيةُ المحدثةُ أهلَ السنة إلى الانغلاق
والتقوقع والتعصب الشديد والتكفير والتصنيف، مع عمليات هائلة من العبث بالحديث من
الإخفاء للأحاديث غير المرغوب فيها والبتر لها وتحريفها وتقوية ما يضادها ولو كان
موضوعاً)[3]
[2]
أخبار أصبهان (ج7/ص40)، وهذا تعريض من أبي ذر بمعاوية، وقد كذب معاوية عندما قلب
الحديث إلى ابي ذر، فهو يعلم أن ابى ذر أبعد عن أن يكون فرعون هذه الأمة.
[3]
دراسة حديثية موسعة لحديث (معاوية فرعون هذه الأمة)، ص5.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255