نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط
ثمانية منهم تكفيكهم: الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم)
وقد روي بروايات أخرى سبب ورود الحديث، وكون معاوية من
المنافقين الذين هموا بقتل رسول الله a، فعن حذيفة قال: كنت آخذاً بزمام ناقة رسول
الله a أقود وعمار يسوق أو عمار يقود وأنا أسوق به إذ استقبلنا اثنا عشر
رجلاً متلثمين قال: هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، قلتُ: يا رسول الله ألا تبعث
إلى كل رجل منهم فتقتله؟ فقال: أكره أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه وعسى
يكفينيهم الدبيلة، قلنا: وما الدبيلة؟ قال: شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيقتله)[1]
وقد ثبت تاريخيا ومن خلال مصادر السنة أن معاوية أصيب
بالدبيلة، ومات بها، ومن تلك الروايات ما روي عن أبي بردة بن أبي موسى قال: دخلت
على معاوية بن أبي سفيان وبه قرحة بظهره وهو يتأوه منها تأوهاً شديدا ً فقلت: أكل
هذا من هذه؟ فقال: ما يسرني أن هذا التأوه لم يكن سمعت رسول الله a يقول: (ما من مسلم
يصيبه أذى في جسده إلا كان كفارة لخطاياه) وهذا أشد الأذى)[2]
والمحدثون يذكرون بفخر عظيم ما ذكره معاوية من الأجر المرتبط
بالمرض، وينسون حديث حذيفة وعمار، وأصحاب الدبلية الذين أخبر رسول الله a بنفاقهم.
بالإضافة إلى ذلك كله فإن في الحديث (إشارة واضحة لنفاق معاوية، ولا يعرف
هذا إلا من تدبر الحديث بهدوء، فقد قاله عمار وهو متجه إلى قتال أهل الشام جواباً
على قيس بن عباد، والحديث يفيد التخليد في النار، لأن فيه (لا يدخلون الجنة حتى
يلج الجمل في سم
[1]
رواه الطبراني في (الأوسط)، (مجمع الزوائد)1/109-111