نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
الارض، ولولا ما في الارض منا لساخت بأهلها)، ثم قال: (ولم تخل الارض
منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن
تقوم الساعة من حجة الله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله)، قال سليمان: فقلت للصادق:
فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال: (كما يتفعون بالشمس إذا سترها
السحاب) [1]
2 ـ الأدلة العقلية:
مع إن الإمامة قضية دينية محضة، والأدلة عليها نصية نقلية إلا أن أئمة
الهدى، كانوا يدعون أتباعهم إلى استعمال الأساليب العقلية والكلامية لتقريبها
للعقول، خاصة في الأزمنة التي وجد فيها هذا النوع من البراهين، ومن الأحاديث
الواردة في هذا:
[الحديث:
290] سئل
الإمام الرضا: لم جعل اولي الامر، وأمر بطاعتهم؟ فقال: (لعلل كثيرة، منها أن الخلق
مما وقفوا على حد محدود، وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن
يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أمينا، يأخذهم بالوقف عندما أبيح لهم
ويمنعهم من التعدى والدخول فيما خطر عليهم، لأنه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد لا
يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليه قيما يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم
الحدود والاحكام.. ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا
إلا بقيم ورئيس لما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن
يترك الخلق مما يعلم أنه لابد لهم منه، ولا قوام لهم إلا به، فيقاتلون به عدوهم
ويقسمون به فيئهم، ويقيم لهم جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.. ومنها
أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة، وذهب الدين وغيرت
السنة والاحكام، ولزاد فيه المبتدعون، ونقص منه الملحدون، وشبهوا ذلك على
المسلمين، لانا قد وجدنا الخلق