responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ&﴾ [الأعراف: 131]، أي أنهم ينسبون ما يأتيهم من الخير لأنفسهم، بينما كانوا يلحقون المصائب بموسى عليه السلام ومن معه.

وقد رد الله تعالى عليهم بقوله: ﴿أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ الله وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 131]، أي أن مصدر الخير والشر الناتج عن الفأل أو الشؤم إنما هو من عند الله بسبب شؤمكم وعدم توكلكم على الله وحده.

ومثل ذلك أخبر عن أهل القرية المكذبين للمرسلين، أنهم قالوا لهم: ﴿ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [يس: 18]، وقد رد عليهم المرسلون بقولهم: ﴿طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ [يس: 19]، أي أن حظكم وما أصابكم من شرك بسبب أفعالكم، وكفركم بربكم، وليس بسببنا، ولا من أجلنا، بل ببغيكم وعدوانكم.

ولهذا، فإن جاز لامرئ أن يتشاءم؛ فليتشاءم بذنوبه وجرائمه التي هي سبب كل بلاء، وفي إمكانه أن يتوقف منها، ليملأ حياته بالتفاؤل، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30]

ولهذا نهى a عن التشاؤم بأي شيء أو سبه أو لعنه، أو النظر إليه نظرة سيئة، لأن ذلك دال على الجهل بالله؛ ولهذا نهى عن سب الريح، وأخبر بأنها لا تتحرك حسب رغبتها، وإنما تتحرك بهدي الوحي الإلهي الذي يسير كل شيء، فقد روي أن رجلا لعن الريح عند النبي a فقال:(لا تلعن الريح فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)([50])

وعلمنا a الطريقة الصحيحة في التعامل معها، فقال:(الريح من روح الله، فروح

 


[50] رواه أبو داود والترمذي.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست