نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 70
الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله
خيرها واستعيذوا بالله من شرها)([51])
ومثل ذلك ورد النهي عن سب الدهر والذي يعني تقلبات الحوادث، قال a: (قال الله عز وجل
يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار)([52])
وقال:(لا تسموا العنب الكرم ولا تقولوا خيبة الدهر؛ فإن الله هو الدهر)([53])
وقال: (إن الله عز وجل قال استقرضت عبدي فلم يقرضني وسبني عبدي ولا يدري
يقول: وادهراه وادهراه، وأنا الدهر)([54])
ومثل ذلك ورد النهي عن كل أنواع التطير والتشاؤم إما بالأيام أو بالأشهر
أو بغيرها، وكل ما ورد في ذلك من روايات مختلق ومدسوس ومتناقض مع ما ورد في القرآن
الكريم والسنة الصحيحة([55])،
وقد روي أن بعضهم كان يتشاءم بيوم الأربعاء، فكتب إلى الإمام الرضا يسأله عن
الخروج فيه، فرد عليه الإمام: (من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة،
وقي من كل آفة، وعوفي من كل عاهة، وقضى الله له حاجته)([56])
ولذلك احذر ـ أيها المريد الصادق ـ من أن تقع فيما يقع فيه المتطيرون من
تلك الطقوس الشركية التي يمارسونها في أشهر أو أيام معينة، متوهمين أنها تصرف عنهم
البلاء
[55]
وقد قال بعضهم في ذلك: (وردت روايات كثيرة عن الرسول الكريم a وأهل بيته تنسب النحس والشؤم لبعض الأيام والشهور إلا أن هذه
الروايات على كثرتها إما أن تكون ضعيفة السند بل في أشد مراتب الضعف، وإما أن تكون
موضوعة اختلقها بعض الكذابين ونسبها للرسول a أو أحد الأئمة من أهل البيت)