responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 68

وأخبر a عن تأثير حسن الظن بالله ـ والذي هو الأساس الذي يقوم علىه التفاؤل الصالح ـ في الدعوة إلى العمل والسلوك، فقال: (حسن الظن من حسن العبادة) ([45])، وقال a:(إن أفضل العبادات حسن الظن بالله تعالى، يقول الله لعباده أنا عند ظنك بي) ([46])

وسر ذلك يعود إلى أن فضل الله تعالى مرتبط بقابلية العبد له، كما يشير إلى ذلك قوله a: (قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني) ([47])، وفي رواية:(قال الله جل وعلا: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله) ([48])

وأخبر a عن تأثير حسن الظن بالله في الآخرة بقوله:(أمر الله تعالى بعبد إلى النار فلما وقف على شفيرها التفت فقال: أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسنا، فقال الله تعالى ردوه، أنا عند ظن عبدي بي) ([49])

ومثل ذلك نُهي عن التشاؤم والتطير، وهو ناتج أيضا عن سوء المعرفة بالله، وسوء الظن به، وتوهم أن هناك من يشترك معه في التدبير والتأثير، ولهذا وصف الله تعالى المشركين بالتطير؛ فقال حاكيا عن قول ثمود لنبيها صالح عليه السلام: ﴿ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ﴾ [النمل: 47]

وقد رد عليهم صالح عليه السلام، فقال: ﴿طَائِرُكُمْ عِنْدَ الله بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾ [النمل: 47]، أي أن كل شيء من الله، وبالله؛ فهو الذي بيده مقادير كل شيء.

ومثل ذلك أخبر عن قوم موسى عليه السلام أنهم ﴿إِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ


[45] رواه أبو داود والحاكم.

[46] رواه البغوي.

[47] رواه البخاري.

[48] رواه أحمد.

[49] رواه البيهقي.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست