نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
روي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: (أحبني وأحب من يحبني
وحببني إلى خلقي)، فقال:(يا رب، كيف أحببك إلى خلقك؟)، قال:(اذكرني بالحسن الجميل،
واذكر آلائي وإحساني وذكرهم ذلك، فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل)
ولهذا أرجع الله تعالى سبب الكفر والضلال إلى
سوء الظن بالله، فقال:﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ
أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
(فصلت:23)،
وقال:﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ
وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ
وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً﴾
(الفتح:12)
وذلك لأن استشعار رحمة الله يحبب في لقاء الله،
بخلاف اليأس من رحمته، فإن الإنسان يكره لقاء من لا يحبه، قال a:(إن
شئتم أنبأتكم: ما أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما يقولون
له؟ قلنا: نعم يا رسول الله. قال: إن الله تعالى يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي؟
فيقولون: نعم يا ربنا. فيقول: لم؟ فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد وجبت لكم
مغفرتي) ([42])
ولهذا ورد الأمر بحسن الظن بالله، وخاصة في تلك
المواقف التي تبعث على التشاؤم، ومما يروى في هذا أن رسول الله a دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول
الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال a:(لا
يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف) ([43])
وقال a: (لا
يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى) ([44])
[42] رواه أحمد الطبراني في الكبير وفيه عبيد
الله بن زحر وهو ضعيف.