نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
والتشاؤم كانوا ينظرون إلى فضل الله
العظيم، ويوقنون أن الله تعالى سيكون معهم، وذلك ما ملأهم بالأمل، بدل الإحباط
الذي أراد عدوهم نشره فيهم.
وقد ذكر الله تعالى نتيجة ذلك
الاستناد إلى الله، فقال: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ
عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 174]، وهي تشير إلى أن الله تعالى يعامل عباده بحسب
معاملتهم له، وحسن ظنهم به؛ فالذي وثق في الله وفضله سينال ثواب ذلك الظن في
الدنيا قبل الآخرة.
ولهذا ورد النهي عن كل ما يدعو إلى التشاؤم، والنظرة السلبية للأمور،
وأول ذلك القنوط من رحمة الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
[الزمر: 53]؛ فالآية الكريمة ـ كما تدعو إلى الرجوع إلى الله ـ تدعو إلى تجاوز
الذنوب، وعدم إعطائها فوق حقها، بحيث تؤثر في علاقة صاحبها بربه.
ذلك أن اليأس والقنوط من رحمة الله، قد تكون أخطر من الذنوب نفسها، كما
قال تعالى: ﴿ وَلَا
تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلَّا
الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87]
وسر ذلك يعود إلى أن اليأس والقنوط ناتج عن سوء الظن بالله تعالى، وهو
علامة على الجهل به، ذلك أننا في العادة لا نسيء الظن إلا بالضعيف العاجز، أو بالقاسي
الظالم، أو بالذي يعد ولا يفي، أو يعاهد ثم يغدر بك.. وهكذا لا يكون سوء الظن إلا
عن علة نجدها في الذين وقفنا منهم ذلك الموقف، ولذلك قال الإمام علي لرجل أخرجه
الخوف إلى القنوط لكثرة ذنوبه:(يا هذا يأسك من رحمة الله أعظم من ذنوبك)
ولهذا ورد الأمر بتحبيب الله إلى عباده، وذلك لا يكون إلا بذكرفضله
ورحمته، وقد
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66