نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28
المشتري التاجر الصادق الوفي الذي يملك السلع الثمينة، وفي نفس الوقت
يكون رحيما بزبائنه؛ فلا يبيعهم إلا بما تملكه أيديهم.
أما بالنسبة للسلع التي يعرضها الله تعالى على عباده؛ فلا يمكن مقارنتها
بكل سلع الدنيا.. ذلك أنها تستوعب الدنيا والآخرة، والروح والجسد، والنفس
والمجتمع، والمكان والزمان.. وكل شيء.. حتى مشاعر الفرحة التي تغمرنا، ولا نعلم لها
سببا هي سلعة من سلع الله.
أما بالنسبة للثمن؛ فهو سهل يسير، وهو فوق ذلك في مصلحة المشتري، لأن
الثمن نفسه سلعة من سلع الله العظيمة.. فهو ممتلئ بالمشاعر الطيبة، والأذواق
السامية، والروحانية الرقيقة.
وبناء على هذا كله.. كانت التجارة الرابحة الوحيدة في الكون هي التجارة
مع الله.. وما عداها تجارة مستعارة، أو تجارة مزيفة، أو تجارة مملوءة بالغبن
والخديعة.
ولهذا تدعو النصوص المقدسة البشر إلى التأمل في ذلك العرض الإلهي العظيم
للتجارة معه، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ
عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الصف: 10]
ثم يذكر لهم الثمن الذي تتطلبه سلع تلك التجارة، فيقول:﴿
تُؤْمِنُونَ بِالله وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف:
11]
ثم يذكر لهم الثمن المدخر لهم في الآخرة؛ فيقول: ﴿ يَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
[الصف: 12]
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28