نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27
التجاره
الرابحه
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [التجارة الرابحة]، وذلك بناء على قوانين الربح والخسارة التي يتعامل
بها البشر فيما بينهم.
ذلك أنها تقوم على سلع وأثمان.. والرابح هو الذي يشتري أغلى السلع بأرخص
الأثمان، والخاسر هو الذين يشتري البضاعة الكاسدة بكل ما عنده من أموال.
وعندما نطبق هذا القانون على التجارة مع الله نجد أن الربح الحقيقي لا
يكون إلا معه.. وكيف لا يكون معه، وهو الغني المطلق الذي لا يحتاج إلى عباده، بل
هم الذين يحتاجون إليه، ويفتقرون في كل نفَس من أنفاسهم إلى فضله، بخلاف سائر
التجار الذين لا يهمهم سوى إرضاء حاجاتهم للربح، والتي سببها فقرهم وفاقتهم والذي
يدعوهم إلى الطمع في غيرهم.
ولذلك، فإن التجارة مع الله تجارة مع الكريم الذي لا يبخل، والقادر الذي
لا يعجز، والمريد الذي لا يكرهه أحد، والثري الذي لا يملك خزائن الدنيا والآخرة
فقط، وإنما خزائن كل شيء.
وفوق ذلك هي تجارة مع الوفي الذي لا يغدر، والصادق الذي لا يكذب، والمحسن
الذي لا يسيء.
وفوق ذلك هي تجارة مع الغني بذاته عن أن يصل إليه النفع منه؛ فكيف يصل
إليه من غيره؟
ولذلك فإن الطرف الثاني في التجارة يغري كل المشترين.. فأول ما يبحث عنه
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27