نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
الدنيا فنحتمل، ويساء إلينا فنعفو، قال: فينادي مناد من عند الله تعالى
صدق عبادي، خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب؛ قال: ثمّ ينادي مناد من الله
عزّ وجلّ يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم، فيقول: أين جيران الله جلّ جلاله في داره؟
فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما كان عملكم في دار
الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره؟ فيقولون: كنّا نتحاب في الله
عزّوجلّ، ونتباذل في الله، ونتزاور في الله، قال: فينادي مناد من عند الله تعالى:
صدق عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنة بغير حساب، فينطلقون إلى
الجنة بغير حساب)، وقد علق الإمام الباقر على هذا الحديث بقوله: (فهؤلاء جيران
الله في داره يخاف الناس ولا يخافون، ويحاسب الناس ولا يحاسبون)([9])
هذه ـ أيها المريد الصادق ـ نماذج عن بعض المفاجآت السارة التي أعدها
الله لعباده الصالحين؛ فاسع لأن تكون من أهلها، واحذر أن تغرك عن نفسك تلك
المفاجآت التي أعدها لك الشيطان ليرميك في المستنقعات التي وقع فيها.. فلا نهاية
لتلك المفاجآت التي تبدو في ظاهرها مفرحة سوى الآلام والاكتئاب والإحباط الذي لا نهاية
له، ولا حدود تحده.