responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29

ثم يذكر لهم الثمن المعجل لهم في الدنيا؛ فيقول: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصف: 13]

وبذلك؛ فإن سلع الله لا تتمثل في جنان الآخرة فقط، بل تتمثل في جنان كثيرة في الدنيا، تملأ نفوس المؤمنين بالسعادة والطمأنينة، ولذلك يمتلئون بالتفاؤل في نفس الوقت الذي يمتلئ فيه غيرهم بكل ألوان التشاؤم.

ولهذا، فإن من رحمة الله تعالى بعباده، مخاطبته لهم بهذه المعايير التي يستعملونها فيما بينه، مع أن كل شيء ملكه، ومع أنه ليس بحاجة إليهم، بل هم الذين بحاجة إليه، ومع ذلك يتلطف في خطابهم، بل يقول لهم بهذه اللغة الرقيقة: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245]، ويقول لهم: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 11]، ويقول لهم: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17]

وهي اللغة التي لم يفهمها قساة القلوب والمشاعر، ومعطلو العقول والمدارك؛ فراحوا يتوهمون أن استقراض الله تعالى لعباده دال على حاجته وفقره إليهم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [آل عمران: 181]

ولذلك؛ فإن المؤمنين يقرؤون في تلك النصوص التي تدعوهم إلى التجارة مع الله قراءة خاصة بمشاعر راقية تجعلهم يشعرون بلطف الله ورحمته وتنازله لعباده في خطابه لهم مع كونه الجبار القهار العظيم الذي لا يعجزه شيء، ولا يحتاج إلى شيء.

وبناء على هذا يرد في النصوص المقدسة الكثير من أنواع الأثمان التي تشترى بها سلع

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست