نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
والقرآن الكريم عبر عن ذلك النعيم العظيم الذي لا يمكن وصفه بكونه مخفيا،
حتى تحصل المفاجآت السارة لأولئك الذين وثقوا في ربهم، وسلموا كل أمورهم إليه،
لتحصل لهم المفاجأة التي حصلت لإبراهيم عليه السلام عندما مرر السكين على رقبة
ابنه، ففوجئ بأنها لا تعمل، وفوجئ بالفداء بين يديه، ليكون ذلك مفاجأة سارة له من
ربه، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ
(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: 103 - 107]
وهكذا يفاجأ الذين كانوا يتوكلون على الله، ويفوضون كل أمورهم إليه،
بأنهم لا يحاسبون، ولا تنصب لهم الموازين، ولا يستدعى لأجلهم الشهود، بل يمرون
مباشرة إلى الجنة، كما ورد في الحديث الشريف عن السبعين ألفا الذين (يدخلون الجنة
بغير حساب، ولا عذاب)، والذين ذكر رسول الله a أنهم (الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم
يتوكلون) ([7])
وهكذا يفاجأ المحسنون الذين ذكر الله تعالى أنهم يجازون على إحسانهم،
ومعه الزيادة التي لم يحدد المراد منها لتكون مفاجأة لهم، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا
ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس:
26]
وهكذا يفاجأ الأوابون الذين حفظوا الله تعالى في نفوسهم، وراقبوه في سلوكاتهم،
وامتلأوا بالخشية منه، قال تعالى: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ
حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا