responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 23

وقد ورد في الأحاديث الكثيرة أن أهل الجنة إن رغبوا في صورة من الصور، أو يكونوا على شكل من الأشكال يحول الله تعالى صورهم إلى ما يرغبون من غير أن يجهلهم أحد.. ولذلك لا حاجة هناك للعمليات التجميلية الممتلئة بالألم، والتي سرعان ما يزول أثرها، ذلك أن الرغبة هناك هي وحدها من يحقق للإنسان ما يريد.

وهذه النماذج التي ذكرتها مجرد نماذج تقريبية للمفاجآت السارة التي أعدها الله تعالى لعباده.. والتي تنفي عنهم السأم والملل.. وإلا فإنه لا يمكن تعدادها، وهل يمكن عد ما لا يعد؟.. وهل يمكن لأحد أن يحد قدرة الله تعالى، حتى يستطيع أن يتصور الكم الكبير الذي يمكنها أن تقدر عليه من مفاجآت؟

لذلك فإن الطريق إلى الله كلها مفاجآت، وتصلح لكل الخلق.. حتى أولئك العلماء المتلهفين لإدراك أسرار الملك والملكوت، فيمكنهم في هذه الدنيا، أو في الآخرة أن يرحلوا إلى ملكوت الله الواسع، والذي لا حدود له، ليكتشفوا من غرائب الأسرار ما لم يكونوا يحلمون باكتشافه، وكل ذلك بما ييسر الله لهم من مراكب الحكمة، أو مراكب القدرة.

وقد أشار الله تعالى إلى هذا النوع من المفاجآت في قوله عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ [الأنعام: 75]

وهكذا تشير النصوص المقدسة إلى أن نعيم المقربين كله مفاجآت.. ذلك أنه أعد لهم ـ كما ورد في الحديث الشريف ـ (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)([6])

ولذلك اكتفى الله تعالى بوصف ذلك النعيم بقوله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]


[6] رواه البخاري رقم (4780)

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست