responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22

لكن العقلاء والعلماء لا يستغربون.. فالذي خلق للإنسان حاسة الذوق، وجعلها محدودة في براعم الذوق التي تتواجد حول اللسان وفي الحنك والحنجرة([5]) يمكنه أن يعممها لجسده جميعا؛ فتتذوق كل خلية من خلاياه، وتشعر بلذتها الخاصة بها.

والذي خلق ذلك الذوق محدودا في الحلاوة، والملوحة، والمرارة، والحموضة، ودرجاتها المختلفة المحدودة، يمكنه أن يضيف إليها عشرات الأنواع، بل آلاف الأنواع.. وفي كل لحظة.

وبذلك يحصل للمتذوق في كل لحظة على مفاجآت جديدة لم يكن يحلم بها، يتحول الطعام بموجبها إلى طعام جديد لم يكن يتصور أنه بذلك الشكل.. وهو ما يشير إليه قوله تعالى عن أهل الجنة: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ﴾ [البقرة: 25]

فمن وجوه فهم هذه الآية الكريمة أن صورة الطعام واحدة، لكن الطعم يختلف كل مرة، ليذهب ذلك بالألفة التي تجلب الملل والسأم.. ولذلك ينتظر الآكل كل لحظة مفاجأة جديدة لم يكن يتصورها.

وهكذا في كل الشؤون الحسية والمعنوية.. ومنها ـ كما ورد في النصوص المقدسة ـ عالم الصور والألوان والأشكال.. فكلها عوالم من صنع الله تعالى.. ولذلك يمكن أن تتغير صور العالم بحسب ما يريد صانعه ومصممه، لتنتفي الألفة والسأم.

 

 


[5] يَرجِعُ الفضل في الذوق إلى البراعم الذوقية التي تنتشر انتشارًا كبيرًا على سطح اللسان وعلى جوانبه، ويوجد منها ما يقرُبُ مِن عشرة آلاف برعم، وهي تستقرُّ بين خلايا الغشاء المخاطي الذي يُغلِّف اللسان، وهي على شكل نتوءات، ويتكون كل برعم ذوقي من مجموعة من الخلايا الحسية الخاصة التي تتجمَّع معًا على هيئة المِغْزَل، وتخرُجُ من أطرافها الداخلية «النهايات العصبية» التي تحمل الإحساس إلى المخ.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست