نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21
المفاجات
الساره
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [المفاجآت السارة]، وأقصد بها نفس تلك المفاجآت التي يمارسها الخلق
فيما بينهم، ليمتلئوا بالفرح والسرور والسعادة.
مع فارق عظيم جدا، وهو أن المفاجآت التي يمارسها الخلق فيما بينهم محدودة
بقدر ضعفهم وفقرهم وفاقتهم.. ذلك أنها قد لا تتعدى بعض المأكولات والمشروبات.. أو
بعض الملبوسات والفرش.. وقد تصل في قمتها إلى مبالغ من المال، أو الجاه، أو تحقيق
بعض الأغراض المحدودة التي تتوقف بتوقف حياة الإنسان.
لكن المفاجآت السارة التي يهبها الله تعالى لأصحاب النفوس المطمئنة
ليرضيها بها، فوق التصور والتخيل، وهي ممتدة لا تتوقف على زمن دون زمن.. بل هي
سارية في كل الأزمان والأحوال، لا تنقطع أبدا.
بل إن السير إلى الله كله مفاجآت سارة.. ذلك أن المريد الصادق لربه يكتشف
كل يوم، بل كل لحظة المزيد من الحقائق التي تجعله منبهرا حائرا مشدوها ممتلئا
بالتعظيم.
ولذلك لا يوجد في الطريق إلى الله تلك العوائد القاتلة، أو ذلك الروتين
الممل الذي يعتري البشر، فيملأ حياتهم بالملل والسأم، ويجعلهم ينفرون من كل شيء..
ذلك أن الله تعالى العالم برغبات خلقه، هو الذي يوفر لهم كل حين ما يحقق تلك
الرغبات، وبصورة جديدة لم يكونوا يألفونها.
بل إن الله تعالى ـ برحمته وكرمه ولطفه بعباده ـ يوفر لهم كل حين رغبات
جديدة لم تكن لهم، وقد يستغرب منها غيرهم لعدم إدراكهم لها..
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21