responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 180

 

التادیب والتربیه

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [التأديب والتربية]، وأقصد بها ما أشار إليه رسول الله a بقوله: (أدبني ربي فأحسن تأديبي) ([134])

وهو يشير إلى نوعين من التأديب الإلهي، أحدهما يشترك فيه عامة المؤمنين، والثاني يختص بخاصتهم، أولئك الذين سلموا نفوسهم لله، ليؤدبها بأدبه، ويهذبها بتهذيبه.. ولن يتحقق الثاني إلا بتوفر الأول.. ولن يكتمل الأول دون تدخل الثاني.

أما الأول؛ فهو تلك النصوص المقدسة الكثيرة التي يدل الله تعالى فيها عباده على المنهج السليم في السلوك والأخلاق وكل حركة من الحركات، أو موقف من المواقف.. فالقرآن الكريم هو كتاب الأخلاق والآداب الأعظم؛ فكل آية من آياته تحوي من الآداب والقيم ما يرفع الإنسان إلى أعلى درجات الإنسانية الرفيعة.

ولذلك؛ فإن الذي يلتزمه، ويتأثر به، ويعيش معانيه، ويتدبر كلماته وحروفه، سيسري تأثيره لا محالة إلى نفسه؛ فيغسل كل أدرانها، ويقطع كل مثالبها، ويهذب كل نوازع الشر فيها.

ولهذا وُصف رسول الله a بكونه قرآنا ناطقا؛ فعندما سئل بعض أصحابه عن خلقه a قال: ألست تقرأ القرآن ؟.. قال: بلى.. قال: فإن خلق نبي الله a كان القرآن)([135])


[134] رواه أبو سعد بن السمعاني في أدب الإملاء.

[135] رواه مسلم (746)

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست