responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 178

ولذلك؛ فإن المؤمن بكل سلوك صالح يقوم به يقوي تلك الحواجز والسدود التي تحفظه من كل سوء يراد له، ولذلك كما وصف الله تعالى نفسه بالحفظ، فقال: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 64]، وقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]

وصف عباده كذلك به، فقال: ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 112]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 5]، وقال:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]

ومن تلك الوسائل التي يوفر بها المؤمن لنفسه القابلية لتنزل الحفظ الإلهي الخاص، كثرة ذكره لله، والتزامه بتلك الاستعاذات الكثيرة الواردة في القرآن الكريم أو عن رسول الله a، وأئمة الهدى من بعده، والتي تهدف جميعا إلى تعميق معاني الحفظ الإلهي في النفس، حتى تعلم أن الله تعالى هو الحافظ الوحيد، كما قال a: (وآمركم أن تذكروا الله تعالى؛ فإن مَثَلَ ذلك مَثَلُ رجل خرج العدو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله)([130])

ومن الأمثلة على ذلك قوله a في بيان دور الذكر في الحفظ من الشيطان: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء)([131])

وقال: (من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا


[130]الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

[131] رواه مسلم رقم 2018.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست