وأخبر عن تلك المعجزة التي حصلت لإبراهيم عليه السلام عندما حفظه من أن
تؤثر النار فيه، فقال: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى
إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ﴾
[الأنبياء: 68 - 70]
وكل هذه النصوص المقدسة تدل على أن الحفظ الخاص لله تعالى لا يمكن لأي
جهة من الجهات أن تؤثر فيه، ولا أن تزيله.. ولهذا ذكر رسول الله a عند حديثه عن الحفظ الإلهي
قوله: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه
اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه
عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) ([129])
ليدله بذلك على الثقة في الله، والاعتماد عليه وحده في كل شؤونه.. وعدم
الخوف من كل من يتربص به، أو يكيد له، لأن كل كيد لن يستطيع اختراق تلك الحواجز
الإلهية التي يحفظ بها عباده، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا
يُبْصِرُونَ ﴾ [يس: 9]