نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160
. تلك التي يسمونها أعيادا.. والتي
لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات.
فالمؤمن مع مشاركتهم في تلك الأعياد المشروعة، وفرحهم معه فيها، يختصه
الله تعالى بمناسبات أخرى كثيرة، تجعله دائم البشر والسعادة، وفي فرح لا يقل عن
ذلك الفرح الذي يقع للمحتفلين بالأعياد المختلفة.
ذلك أن خزائن الفرح والسرور بيد الله تعالى، وهو الذي يرسلها لمن يشاء،
ويحرم منها من يشاء.. فلذلك قد تجد الشخص، وفي يوم العيد المخصص للفرح ممتلئا وحشة
وألما وحزنا، وتجد غيره، وفي الوضع الذي يدعوه إلى الكآبة والألم ممتلئا سعادة
وسرورا.
ومثل ذلك قد تجد من يسكن القصر الفاره، ولديه كل ما يحتاجه وما لا يحتاجه
من النعيم.. ومع ذلك تجده ضيق الصدر لا يكاد يشعر بلذة شيء.. وتجد في مقابله من
يسكن الكوخ، ولا يجد من متع الحياة شيئا، لكن مع ذلك يرسل الله له من جنود الفرح
والسعادة ما يملؤه بهما من غير أن يعلم سببا لذلك.
ولهذا؛ فإن من كرم الله تعالى للمؤمن أن يرزقه ذلك الفرح وما يرتبط به من
السعادة عند أدائه لكل عبادة من العبادات.. كما أشار إلى ذلك رسول الله a عند ذكره لفرحتي الصائم في
الدنيا والآخرة.
ويختلف ذلك بحسب مرتبته من الإيمان والتقوى.. فإن كان من أصحاب اليمين،
تذكر عند كل طاعة من الطاعات النعيم المرتبط بها؛ فيمتلئ بالسعادة لذلك.. لأنه
يعلم أن ذلك الجزاء المدخر له أعظم من أن يوازى بأي نعيم من نعم الدنيا.. فلذلك
يتأمل كل حين خزائنه، وما أودع فيها من الخيرات التي لا يعرفها غير ربه؛ فيفرح
ويسعد، ويشعر بغناه الذي لا يشعر به غيره.
وأما إن كان من المقربين؛ فإنه يشعر بلذة الوصال الإلهي، والذي هو الجنة
الحقيقية،
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160