نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
وعبر عنها آخر نثرا، فقال: (ليس
العيد بلبس الناعمات، وأكل الطيبات، ومعانقة المستحسنات، والتمتع باللذات
والشهوات، لكن العيد بظهور علامة القبول والطاعات وتكفير الذنوب والخطيئات، وتبديل
السيئات بالحسنات، والبشارة بارتفاع الدرجات والخلع والطرف والهبات والكرامات،
وانشراح الصدر بنور الإيمان، وسكون القلب بقوة اليقين وما ظهر عليه من العلامات،
وانفجار بحور العلوم من القلب على الألسنة وأنواع الحكم والفصاحة والبلاغة) ([120])
ويروى عن بعض الصالحين أنه قصده بعضهم،
فسلم عليه، وقال له: أريد إن أكلمك، فقال: اليوم لنا عيد.. فتركه ثم جاء يوماً آخر،
فقال له مثل ذلك، ثم جاء يوم آخر فقال له مثل ذلك، فقال له: ما أكثر أعيادك؟ فقال
الصالح: (يا بطال، أما علمت أن كل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد) ([121])
ويروى أن رجلا دخل على الإمام علي
في يوم عيد، وهو يأكل الخبز الخشكار، فقال له: اليوم يوم العيد وأنت تأكل الخبز
الخشكار؟!.. فقال: (اليوم عيد لمن قبل صومه، وشكر سعيه، وغفر ذنبه، اليوم لنا عيد
وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد) ([122])
وقبل ذلك كله وبعده قال رسول الله a معبرا عن هذه الهبة: (للصائم
فرحتان فرحةٌ عند فطوره، وفرحةٌ عند لقاء ربه) ([123])
وكل هذه النصوص تشير إلى أن
المؤمنين الصادقين مع ربهم، ليسوا محرومين من تلك المناسبات التي يقيمها البشر
فيما بينهم، ليملؤوها بالفرحة المشروعة وغير المشروعة.