نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 311
وذكر بعضهم أصل الزهد
ومنابعه، فقال: (أصل الزهد: الرضا عن الله تعالى)([702])
وقال آخر: (أصل الزهد هو
العلم والنور يشرق في القلب حتى ينشرح به الصدر، ويتضح فيه أن الآخرة خير وأبقى،
وأن نسبة الدنيا إلى الآخرة أقل من نسبة خرقة إلى جوهرة)([703])
ومثل جميع منازل النفس
المطمئنة؛ فإن للزهد درجات كثيرة بحسب مرتبة النفس في سلم الكمال المتاح لها، وقد
ذكر بعضهم مجامع ذلك، فقال: (أقسام الزهد بالإضافة إلى المرغوب فيه على ثلاث
درجات: أحدها: الزهد للنجاة من العذاب، والحساب، والأهوال التي بين يدي الآدمي،
وهذا زهد الخائفين.. الدرجة الثانية: الزهد للرغبة في الثواب، والنعيم الموعود به،
وهذا زهد الراجين فإن هؤلاء تركوا نعيماً لنعيم.. الدرجة الثالثة: وهي العليا، وهو
أن لا يزهد في الدنيا للتخلص من الآلام، ولا للرغبة في نيل اللذات، بل لطلب لقاء
الله تعالى، وهذا زهد المحسنين العارفين، فإن لذة لقاء الله سبحانه وتعالى
بالإضافة إلى لذات الجنة، كلذة ملك الدنيا، والاستيلاء عليها)([704])
وقال آخر: (الزهد عند
العوام خلو اليد من المال، وعند الخواص خلو القلب عن الالتفات إلى غير الله تعالى)([705])
وقال آخر: (الزهد خمسة
أقسام: الأول: أن تزهد ما في أيدي الناس تحبك الناس.. الثاني: أن تزهد في الدنيا
يحبك الله.. الثالث: أن تزهد أقوالك وأفعالك وأحوالك وترحل عن علمك وعملك.. الرابع:
أن تزهد في المقامات والتصرف والكرامات عند الواردات..