نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 309
جشعي الى تخّير الأطعمة،
ولعلّ بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أن أبيت
مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى) ([690])
وقال الإمام الصادق: (من
زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا
داءها ودواءها، وأخرجه منها سالماً الى دار السلام)([691])
وقال: (الزهد مفتاح باب
الآخرة، والبراءة من النار، وهو تركك كل شئ يشغلك عن الله، عن غير تأسف على فوتها،
ولا إعجاب في تركها، ولا انتظار فرج منها، ولا طلب محمدة عليها، ولا عوض منها، بل
ترى فوتها راحة، وكونها آفة، وتكون أبدا هاربا من الآفة، معتصما بالراحة والزاهد
الذي يختار الآخرة على الدنيا، والذل على العز، والجهد على الراحة والجوع على
الشبع، وعاقبة الآجل على محبة العاجل، والذكر على الغفلة ويكون نفسه في الدنيا
وقلبه في الآخرة)([692])
وغيرها من الروايات
الكثيرة التي تبين حقيقة الزهد ومنزلته الرفيعة، بل تعتبره شرطا من شروط التزكية
التي لا تتم من دونها؛ فلا يمكن للحريص المتثاقل إلى الدنيا، أن تنبت في أرض نفسه
أي مكرمة من المكارم.
ومثل ذلك اتفق الحكماء على
ضرورة الزهد ومنزلته، وكله مما فهموه من المصادر المقدسة، أو اكتسبوه بتجاربهم،
وهم ـ كما تعلم ـ غير معصومين؛ فلذلك قد يختلط بعض ما ذكروه ببعض الدخن؛ فخذ
الحقيقة والحكمة، ودعك من الدخن.
ومن تعريفاتهم للزهد قول
بعضهم: (الزهد: هو خلو القلب عما خلت منه اليد)([693])