نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285
الحديث،
من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب
مما يتعجبون منه. ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتى أن كان أصحابه
ليستجلبونهم، وكان يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، وكان لا يقبل
الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز، فيقطعه بنهي أو قيام)([615])
وهكذا
وصفه كل أصحابه، فقد قال أنس بن مالك:(خدمت رسول الله a عشر سنين، لا والله ما سبني
قط، ولا قال لي: أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لا
فعلته)([616])، وفي رواية:(خدمت رسول الله a عشر سنين، فلا والله ما قال
لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء لم أصنعه ألا صنعته؟ ولا لامني، فإن لامني بعض
أهله قال: دعه، وما قدر فهو كائن أو ما قضي فهو كائن)
وهذا
الحديث يدل على المعارف الإيمانية التي تؤسس لذلك الهدوء النفسي، وهو ما عبر عنه
رسول الله a بقوله: (دعه، وما قدر فهو كائن أو ما قضي فهو كائن)
ومثل
ذلك ما روي عن أم سلمة، أنها قالت: يا رسول الله، لا تزال نفسك فى كل عام وجعة من
تلك الشاة المسمومة التى أكلتها؟ فقال لها رسول الله a: (ما أصابنى من شيء منها إلا وهو
مكتوب على وآدم فى طينته)([617])
وكأن أم سلمة في هذا الحديث تدعوه a ـ من غير أن تقصد ـ إلى
التأسف على أكله من تك الشاة، أو إلى أشياء أخرى يتنزه عنها a، فأخبرها a إلى أن تنظر من كوة سر
التوحيد