نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 284
الأرض
التي يسيرون عليها بكل تواضع، وانتهاء بالله تعالى عندما يسجدون له ويقومون، ثم
بعد ذلك يطلبون منه أن يقيهم العذاب، وفي ذلك دليل على انتفاء الغرور والعجب عنهم.
كما
وصفهم بذلك في قوله عند بيانه لتأثير قراءة القرآن الكريم في النفوس
المطمئنة:﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً
مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23)﴾
(الزمر)
وهكذا؛
فإن السماحة ـ أيها المريد الصادق ـ من الأخلاق التي لا يمكن تقسيمها أو الأخذ
ببعض أجزائها، وترك غيره.. بل هي خلق شامل عامل مستوعب لكل المجالات، وإلا كان
مجرد ادعاء.
ولهذا
كان رسول الله a في قمة السماحة واللين، ومع كل الناس، سواء كانوا مؤمنين أو غير
مؤمنين، كم وصفه الله تعالى بذلك في قوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾
[آل عمران: 159]
وقد
ذكر الإمام علي في وصفه لرسول الله a الكثير من مظاهر لينه وسماحته،
فقال: (كان a دائم
البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ، ولا صخّاب ولا فحّاش، ولا
عيّاب ولا مدّاح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه راجيه، ولا يخيّب فيه
مؤمّليه. قد ترك نفسه من ثلاث: من المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من
ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته، ولا يتكلم إلا فيما
رجا ثوابه. إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطّير، فإذا سكت تكلموا، ولا
يتنازعون عنده
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 284