نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 281
أنّك
لم ترد نفسك بها، ولو أردت نفسك بها لم تمتنّ بها على أحدٍ، ولا قوّة إلاّ بالله)
وأمّا
حقّ سائسك بالعلم: (فالتعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال
عليه، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم، بأن تفرغ له عقلك،
وتحضره فهمك، وتذكي له قلبك، وتجلي له بصرك بترك اللّذات ونقض الشهوات، وأن تعلم
أنّك فيما ألقى رسوله إلى مَن لقيك من أهل الجهل، فلزمك حسن التأدية عنه إليهم،
ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلّدتها، ولا حول ولا قوّة إلاّ
بالله)
وأمّا
حقّ رعيّتك بالعلم: (فأن تعلم أنّ الله قد جعلك لهم قيّماً فيما آتاك من العلم،
وولاّك من خزانة الحكمة، فإن أحسنت فيما ولاّك الله من ذلك، وقمت به لهم مقام
الخازن الشفيق، الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج
له من الأموال التي في يديه راشداً، وكنت لذلك آملاً معتقداً، وإلاّ كنت له خائناً
ولخلقه ظالماً ولسلبه وغيره متعرّضاً)
وغيرها
من الحقوق الكثيرة، والتي وردت تفصيلاتها في كتب الفقه والأخلاق، فاحرص ـ أيها
المريد الصادق ـ على الاهتمام بها، وتعلم علومها؛ فلا يمكنك أن تعمل من دون أن
تعلم.. فالعبادة بدون علم مجلبة للشيطان والأهواء.
واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أن أولئك الذين يهونون من هذه المعاني بحجة السلوك
والمعرفة بالله، مجرد أدعياء وكذبة.. وكل الحكماء الصادقين يكذبونهم، وقد روي عن
بعض الحكماء أنه قال في تعريف الصالحين: (الصالح: هو القائم بما يلزمه من حقوق
الله وحقوق العباد، فهي صفة جامعة لمعاني الخير) ([612])
وقال
آخر: (حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها، وحقوق الأوقات لا يمكن
[612] يوسف النبهاني،
جواهر البحار في فضائل النبي المختار، ج 2 ص 310.
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 281