نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279
يدك
حقّها، وإلى رجلك حقّها، وإلى بطنك حقّه، وإلى فرجك حقّه، وتستعين بالله على ذلك)
وأمّا
حق اللّسان: (فإكرامه عن الخنى، وتعويده الخير، وحمله على الأدب وإجمامه إلا لموضع
الحاجة والمنفعة للدِّين والدُّنيا، وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة
الّتي لا يؤمن ضررها مع قلّة عائدتها، ويعدُّ شاهد العقل، والدليل عليه وتزيُّن
العاقل بعقله، وحسن سيرته في لسانه ولا قوَّة إلاَّ بالله العليَّ العظيم)
وأمّا
حق السمع: (فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلى قلبك، إلاّ لفوهة كريمة تحدث في قلبك
خيراً، أو تكسبك خلقاً كريماً.. فإنّه باب الكلام إلى القلب يؤدِّي إليه ضروب
المعاني، على ما فيها من خير أو شرّ، ولا قوَّة إلاّ بالله)
وأمّا
حق بصرك: (فغضّه عما لا يحلُّ لك، وترك ابتذاله إلاّ لموضع عبرة، تستقبل بها بصراً
أو تستفيد بها علماً، فإنَّ البصر باب الاعتبار)
وأمّا
حقُّ رجليك: (فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحلُّ لك، ولا تجعلهما مطيَّتك في الطريق
المستخفَّة بأهلها فيها، فإنَّها حاملتك وسالكة بك مسلك الدِّين، والسَّبَق لك ولا
قوَّة إلاّ بالله)
وأمّا
حقُّ يدك: (فأن لا تبسطها إلى ما لا يحلُّ لك، فتنال بما تبسطها إليه من الله
العقوبة في الآجل، ومن النّاس بلسان اللاّئمة في العاجل، ولا تقبضها ممّا افترض
الله عليها ولكن توقّرها به: (تقبضها عن كثير ممّا لا يحل لها، وتبسطها بكثير ممّا
ليس عليها.. فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل، وجب لها حسن الثواب من الله في
الآجل)
وأمّا
حقُّ بطنك: (فأن لا تجعله وعاء لقليل من الحرام ولا لكثير، وأن تقتصد له في
الحلال، ولا تُخرجه من حدِّ التقوية إلى حدِّ التهوين وذهاب المروَّة، فإنَّ الشبع
المنتهي بصاحبه إلى التُّخَم، مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كلِّ برّ وكرم، وإنَّ الرأي
المنتهي بصاحبه
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279