responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 59

 

الوجود والشهود

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن تلك المسألة التي وقع فيها الخلاف الشديد بين البشر، بأديانهم وفلسفاتهم وتوجهاتهم المختلفة، وهي المسألة التي يُطلق عليها لقب [وحدة الوجود]، وهل هي من معارف النفس الراضية، كما يذكر ذلك بعض الحكماء، أم أنها من معارف الزنادقة والملاحدة، ولا علاقة لها بالإسلام، ولا بالأديان؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن هذه المسألة بطروحاتها المختلفة تدخل ضمن الفضول المذموم، الذي حاول به العقل الإنساني، أن يقتحم لجة عالم الغيب، من خلال تلك المناهج التي استعملها: إما مناهج الفكر والتأمل والتدبر، هو ما استعمله الفلاسفة.. وإما مناهج الكشف والإشراق والشهود، وهو ما استعمله الصوفية.

ذلك أن الغرض من تلك المسألة هو تفسير سر الوجود، وسر الكثرة فيه، وعلاقته بالوحدة، وعلاقته بالألوهية.. ولذلك التقى الطرفان النقيضان في هذا المعنى.. ذلك الذي يزعم أن إلهه الواحد هو عين الوجود والموجود، وأنه لا مكان للكائنات فيه، وأنها عدم محض، ولم تشم رائحة الوجود.. وذلك الملحد الذي لا يؤمن بإله يدير الكون، فلذلك راح يصور أن الكون هو الإله، وأنه وحده، وأن وجوده واحد، وليس هناك اثنية فيه.. اثنية الخالق والمخلوق.

ولذلك كان لوحدة الوجود فرعان: فرع روحي وفرع مادي.. وقد التقى الفرعان: إما على نفي الإله.. أو نفي الكون.

والعاقل الذي يحترم عقله، هو الذي يعترف بعجزه عن إدراك هذه الحقائق الكبرى.. فيسلم لله تعالى بالوجود الحقيقي الكامل، لأنه لا يمكن أن يكون إلها من دون أن

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست