responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60

يكون موجودا.. ويسلم كذلك للكون بالوجود، ويعتبره وجودا تابعا لموجده، لا بكونه فيضا فاض عنه، أو مولودا ولد منه، ولكن بكونه مخلوقا نشأ عن إرادته ومشيئته وعلمه وقدرته.

ويؤمن كذلك بأن هذين الوجودين لا يتزاحمان، ولا يتناقضان، ولا يحتاج أحدهما لإلغاء الآخر.. لا بمعنى المفاصلة والبينونة المكانية التي نراها بين الخلق.. بحيث يكون لكل منهما محله الخاص به.. فالله يتعالى عن المكان والمحل والزمان.. ويتعالى عن الحدود والجسمية والصورة.. ويتعالى أن يعبر عنه بما يعبر عن الأشياء من كونها داخل العالم أو خارجه..

فكل تلك التعابير ناشئة عن العرفان الذي يتوهم في غروره أنه يمكن أن يحيط بالحقائق، مع أنه لم يُتح له ذلك.. لا لعدم وجودها، ولكن لعدم قدرته.. ولذلك كان كلا العقلين مغرورا أثناء بحثه في مثل هذه المسائل:

سواء كان الباحث فيها عقل فيلسوف يدعي أن تلك البديهيات المحدودة التي يملكها كفيلة بحل ألغاز الكون والوجود، مع أنه اكتسبها من الحس والقياس المرتبط بالخلق، لا بالخالق.

أو كان الباحث فيها عقل صوفي، يتوهم أن ما فتح له من نوافذ المعرفة المحدودة كفيل بأن يفسر له حقائق الوجود الكبرى.

لذلك كان الأعقل منهما هو الذي يسلم عقله للوحي الإلهي المقدس، الذي لم يتدنس لا بالفلسفة ولا بالإشراق الذي يختلط فيه العقل بالهوى.

والوحي يخبرنا عن وجود الله كما يخبرنا عن وجود الخلق، مع أن وجود الخلق من البديهيات التي تدركها العقول.. فذلك لم يكن للعاقل أن يزعم عدمه لأجل وجود ربه.. بل هو يزعم ويتيقن بأن وجوده لم يكن ليتحقق لولا وجود ربه..

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست