نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
واطمأن إليه القلب،
والإثم ما حاك في نفسك، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك)([69])
ومن ذلك إخباره a الثقفي والأنصاري
بما جاءا يسألان عنه، فعن أنس قال: كنت جالسا مع رسول الله a في مسجد
الخيف، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف فلما سلما، قالا: جئناك، يا رسول الله،
لنسألك، قال: (إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت، وان شئتما أن أسكت
وتسألاني فعلت)، قالا: لا، أخبرنا يا رسول الله، نزدد ايمانا أو نزدد يقينا، فقال
الأنصاري للثقفي: سل رسول الله a قال: بل أنت فسله، فاني أعرف حقك،
فسأله، فقال: أخبرنا يا رسول الله، قال: (جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت
الحرام ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت، ومالك فيه، وركعتيك بعد الطواف، ومالك فيهما،
وعن طوافك بالصفا والمروة، وعن وقوفك بعرفة، ومالك فيه، وعن رميك الجمار ومالك
فيه، وعن نحرك ومالك فيه، وعن حلاقك رأسك، ومالك فيه، وعن طوافك، ومالك فيه)، فقال
الرجل: والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك!.. إلى آخر الحديث([70])
وغيرها من الأحاديث
الكثيرة التي لا يخبر فيها a بالغيوب التي كانت في عصره فقط، وإنما في
العصور التالية، والتي حصلت بكل دقة، وكما ذكرها، وهذا كله من امتداد نبوته a لكل العصور.
وهذا لا يتنافى مع تلك الآيات الكريمة التي تخبر عن عدم علم
رسول الله a بالغيب، كقوله تعالى لرسوله a: ﴿ قُل
لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللهُ وَلَوْ