وهذا ما ردده جميع الأنبياء عليهم السلام، كما قال الله
تعالى على لسان نوح عليه السلام: ﴿ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ
اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ
لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْرًا اللهُ أَعْلَمُ
بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 31]
ولذلك؛ فإن الذي يدعي
معرفة هذا النوع من الغيب، ويحرص عليه، ويعتبره من علامات الكمال، لا يعرف حقيقة
السير إلى الله.. ذلك أن الله تعالى ما أعطى أنبياءه أو أولياءه هذا النوع من
العلم إلا للضرورات التي تستدعيه؛ فإذا ما أصبح نوعا من اللهو الفارغ، كان ذلك
حجابا بين المدعي وبين الحق.
ذلك أن أول ما يصل إليه
السالك هو تجرده من نفسه وأهوائه ودعاواه.. ليصبح عبدا لله تعالى، لا يدعي شيئا
ليس له، أو لا حاجة إليه.
أما من يمارس من
الأسباب ما يحاول به أن يصل إلى ذلك الغيب الذي حفظه الله عنه، فهو لا يختلف عن
المشعوذين والدجالين..
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44