نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
منجما.. ولا علاقة لذلك
بالتقوى، ولا بالولاية.
ولهذا، فإن الأنبياء
عليهم السلام الذي فتح لهم بعض الغيب المرتبط بهذا، يذكرون أنه من الله تعالى،
والغرض منه هو تثبيت قلوب أتباعهم، أو ليكون ذلك حجة على المنكرين.. كما قال تعالى
عن المسيح عليه السلام،:﴿ وَرَسُولاً
إلى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي
أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ
طَيْراً بِإِذْنِ الله وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى
بِإِذْنِ الله وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي
بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
(آل عمران:49)، فقد أخبر المسيح عليه السلام أن من دلائل نبوته إخبارهم بما
يأكلون، وما يدخرون في بيوتهم.
وقبل
ذلك ذكر الله تعالى هذا النوع من الإعجاز عن يوسف عليه السلام، فقد ذكر على لسانه
قوله:﴿ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا
بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي
رَبِّي﴾ (يوسف: 37)
ومن ذلك ما ورد في الأحاديث
الكثيرة من إخباره a يما يحصل في عصره مما غاب عنه شهوده، ومن
الأمثلة على ذلك ما روي من إخباره a وابصة بن معبد بأنه جاء يسأل عن
البر والاثم، فعن وابصة بن معبد قال: جئت رسول الله a وأنا لا
أريد أن أدع من البر والاثم شيئا الا سألته عنه، فأتيته، وهو في عصابة من المسلمين
حوله، فجعلت أتخطاهم لأدنو منه، فانتهرني بعضهم، فقال: إليك يا وابصة عن رسول الله
a؟ فقلت: إني أحب أن أدنو منه، فقال رسول الله a: (دعوا
وابصة، ادن مني وابصة)، فأدناني حتى كنت بين يديه، فقال: (أتسألني أم أخبرك؟)
فقلت: لا، بل تخبرني، قال: (جئت تسأل عن البر والاثم؟) قلت: نعم، فجمع أنامله فجعل
ينكت بهن في صدري وقال: (البر ما اطمأنت إليه النفس
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42