نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41
وهذا ينطبق على كل مسلم؛ فلكل مسلم صادق من هذا، كما يشير
إليه قوله تعالى في وصف المتقين ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ
هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ [البقرة: 2، 3]
وأخبر أن هذا الإيمان
هو الذي يؤثر في سلوك المتقين والتزامهم بحدود ربهم، فقال: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ
كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]، وقال: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى
فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى الله الْمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18]،
وقال: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ
بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11]
والفرق بين المؤمنين في
هذا هو الفرق الذي ذكرت لك بين المبصرين الذي تختلف درجات إبصارهم، فأصحاب النفوس
المطمئنة الراضية أصحاب بصائر قوية، فلذلك تتحول الحقائق عندهم من عالم الحروف
والأصوات إلى عالم الأعيان والمشاهدات..
وهذا مع مراعاة التنزيه
والتقديس.. فعالم المعاني يختلف عن عالم الحس.. ولذلك لم يكن للشخص أن يصف ما رآه
بغير ما وصفه به غيره.. والفرق بينهما ليس سوى في درجة إدراك ما يتحدث عنه.
إذا عرفت هذا ـ أيها
المريد الصادق ـ فاعلم أن الغيب الذي يشير إليه رفيقك، أو الشيوخ الذين يعتمد
عليهم نوعان: غيب مرتبط بالدنيا.. وغيب مرتبط بالدين.
الغيب.. والدنيا:
أما الغيب الأول، وهو
المرتبط بشؤون الدينا المختلفة؛ فإنه إن حصل لبعض الناس التحقق ببعض معانيه، فإنه
يكون نوعا من الفراسة والكرامة الإلهية، إذا كان الناطق به من الصالحين.. أما إذا
لم تتوفر فيه شروط التقوى والصلاح، فقد يكون كاهلا أو دجالا أو
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41