نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365
هِيَ دَارُ الْقَرَارِ&﴾
[غافر: 39]
وهي الدار التي يستقر
فيها الإنسان بعد رحلته الطويلة في النشآت المختلفة.
وتسمى كذلك [يوم
الخلود]، كما قال تعالى: ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ
﴾ [ق: 34]
وذلك لا يعني الاستقرار
والتكرار الذي لا يستفيد منه صاحبه شيئا، وإنما تعني أن الإنسان في تلك الدار أصبح
أهلا لتلقي كل الدروس، بعد أن توفرت لديه المدارك التي تسمح بذلك.
وبذلك يمكن تقسيم
النشآت إلى ثلاثة أقسام:
أما أولاها؛ فهي بمثابة
المرحلة الابتدائية للإنسان، يؤهل فيها، لخوض مرحلة عالم التكليف.
وأما الثانية؛ فهي تلك
المرحلة التي يبدأ فيها تكليفه وتبدأ فيها الامتحانات التي عليه أن يجيب عليها،
ليحدد المصير الذي سيصير إليه.
وأما الثالثة؛ فهي
المرحلة التي يحصد فيها الإنسان ما كان قد حرثه في مرحلة التكليف.
وقد أشارت النصوص
المقدسة إلى أن عدالة الله تعالى ورحمته بعباده اقتضت ألا يروا في المرحلة الثالثة
إلا ما أنجزوه في مرحلة التكليف، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ
يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا
نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا
فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ
مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا
بَلَى وَلَكِنَّكُمْ
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365