responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 345

أو عكسها تلك التي تفضل الملائكة على البشر.. فهي لم تزد إلا أن رفعت البشر بالتقليل من شأن الملائكة، أو خفضت من شأن الصالحين لترفع من شأن الملائكة.. وكل ذلك إساءة للجميع.

والنفس المطمئنة هي التي تنظر إلى الصالحين نظرة واحدة؛ فتحبهم جميعا، وتكرمهم جميعا، ولا تفرق بينهم في ذلك، ثم تكل أمر التفاضل بينهم لله تعالى، إلا إذا ورد التصريح بشيء من ذلك، فهي تسلم له من دون أن تبحث في دواعيه، لأن ذلك قد يسيء إلى المفضل عليهم.

ولهذا يذكر الله تعالى من شروط الإيمان الصحيح بالرسل عليهم السلام عدم التفريق بينهم، كما قال تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِالله وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (البقرة:136)، وقال: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ (البقرة:285)، وقال: ﴿قُلْ آمَنَّا بِالله وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:84)

وهكذا الأمر في المفاضلة بينهم وبين الملائكة عليهم السلام، والتي أدت إلى التهوين من أحد الطرفين، وهو خلاف ما أمرنا به من تقديس واحترام وتكريم الجميع.

ولذلك فإن النفس المطمئنة تتجاوز كل هذه الشؤون، لأنها شؤون إلهية، ولا علاقة لها بها، بل هي تحترم الجميع، وتقدس الجميع، ولا تتجاوز قدرها في البحث عن أشياء لا طاقة لها بها، ولا دور لها فيها.

 

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست