نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 344
[البقرة:33]، وإن فضلت الملائكة بجوهرية ذواتهم، فجوهرية أرواحنا من ذلك
الجنس، وعلينا أثقال أعباء الجسم.. واعجبًا، أتفضل الملائكة بكثرة التعبد.. أو
يتعجب من الماء إذا جرى، أو من منحدر يسرع؟! إنما العجب من مصاعد يشق الطريق،
ويغالب العقبات.. بلى، قد يتصور منهم الخلاف، ودعوى الإلهية؛ لقدرتهم على دك
الصخور وشق الأرض، لذلك تواعدوا: ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ
مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: 29]، لكنهم يعلمون
عقوبة الحق فيحذرونه) ([394])
ثم قال: (ثم أكثرهم في خدمتنا، بين كتبة علينا، ودافعين عنا، ومسخرين
لإرسال الريح والمطر، وأكثر وظائفهم الاستغفار لنا، فكيف يفضلون علينا بلا علة
ظاهرة.. وأما إذا ما حكت على محك التجارب طائفة منهم مثل ما روي عن هاروت وماروت،
خرجوا أقبح من بهرج، ولا تظنن أني أعتقد في تعبد الملائكة نوع تقصير؛ لأنهم شديدو الإشفاق
والخوف، لعلمهم بعظمة الخالق، لكن طمأنينة من لم يخطئ تقوى نفسه، وانزعاج الغائص
في الزلل يرقي روحه إلى التراقي) ([395])
وجوابا على سؤالك الوجيه، وما ذكرته لي بعده من تعقيبات ونصوص، أذكر لك
أن كل ذلك الذي ذكروه مما لا علاقة له بالتزكية والترقية، ولا بالسلوك التحققي ولا
التخلقي، ولا بالنفس المطمئنة ولا الراضية، فالنفس المطمئنة والراضية تنظر إلى أن
كل شيء في محله الصحيح الذي يناسبه، لذلك لا تتجرأ على التقديم ولا التأخير، ولا
الرفع ولا الخفض من دون إذن إلهي صريح، وبطريقته السليمة الصحيحة.
ولذلك حز في نفسي كثيرا ما ذكرته من تلك الأقوال التي تفضل البشر على
الملائكة؛