responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 339

اللعنات.

وهذا المثال ـ أيها المريد الصادق ـ هو الذي يجعلك تبحث عن كل عبد صالح، لتنال من بركات صلاحه واصطفائه ما ينفعك في كل أحوالك.. وأقلها أن تنال حظك من شفاعته في حال حاجتك إليها.

هذا جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فكِل كل أمور ربك إليه، واعلم أنه لا يريد لك إلا الخير، واعلم أن من رحمة الله تعالى بك أن جعلك تابعا للمصطفين من عباده؛ فتنال حظك من الاصطفاء من غير أن ينالك ذلك الإرهاق والعنت الذي أصابهم.

ولذلك اعتبر الله تعالى رسوله a نعمة منه على عباده، فقال: ﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]

فالمؤمن هو الذي يفرح بنسبته لرسول الله a وللصالحين من المؤمنين، لأنه يرى نفسه كالغريق في الظلمات، ويراهم مخلصين منقذين له.. فلذلك يفرح بهم كما يفرح الغريق بمن ينقذه..

أما المعاندون؛ فإنهم بدل مد أيديهم لحبل النجاة الذي وُضع لهم، يجادلون في سر اختيار ذلك المنقذ المخلص.. وجدلهم وعنادهم هو الذي يحول بينهم وبين توفير الفرصة لمن جاء لإنقاذهم.

ولهذا توبخ الملائكة عليهم السلام أولئك الذين أعرضوا عن المنقذين لهم، استكبار وعنادا، كما قال تعالى: ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ الله مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ﴾ (الملك:8 ـ 9)

 

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست