فثق في ربك ـ أيها المريد الصادق ـ وفي تلك الجواهر المقدسة التي اختارها
لتكون دليلك إليه؛ فهو لم يرسلها لك لتجادلها، أو تعاندها، وإنما أرسلها لك لتسلم
لها، وتفوض شؤونك إليها.. فهي عين من عيون رحمته، ونور من أنوار هدايته، وقد قال
تعالى عن رسوله a: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
[الأنبياء: 107]
فإن شئت أن تكون من العالمين الذين تصيبهم تلك الرحمة؛ فكن هينا لينا
سهلا مطواعا لنبيك، مثلما تفعل تماما مع الطبيب الذي يعالجك؛ فلا يمكنه أن يعالجك
وأنت تستعصي عليه، ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾
[الأحزاب: 36]