responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 308

يحلمون بها.

ولتعرف ذلك.. تصور ذلك المريض المسكين الذي عاش حياته مدمنا على الأدوية، ويتألم لما حل به.. لكن ذلك الألم سرعان ما يزول عندما يشعر أن مرضه سيفارقه في المعاد، وأن جسده سيتحول إلى جسد سليم معافى من كل بلاء، وأن الذين يسخرون منه ومن مرضه قد يتحولون إلى أحوال أشد من الحال الذي كان عليه..

ومثل ذلك المظلوم الذي يتاح له أن يقتص من ظالمه، والمكروب الذي يتخلص من كربه، والمشتاق لمن فقد من أهله إن علم أنه سيلاقيهم.. والشيخ الكبير إن علم أنه سيتحول إلى شبابه، والدميم إن علم أنه سيفاض عليه كل ألوان الجمال..

وهكذا؛ فإن حقائق المعاد تختزن كل أنواع السعادة، ومن لا يعرفها يقع في تلك الأوهام التي وقع فيها من تصوروا أن الله تعالى خالق للشر، وأنه لم يرد بخلقه إلا الضرر والبلاء.. وهم لا يعلمون أن ذلك الضرر يشبه أمطار الشتاء التي لولاها لم تنبت أزهار الربيع، ولا ثماره.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم اسم الله تعالى [المبدئ المعيد]، يعني توفير فرص مختلفة للعبد، تبدأ أولاها بما قد لا يرتضونه، لكن الإعادة تتشكل وفق رغباتهم وأهوائهم والمباني التي بنيت عليها نفوسهم، والتي أسسوها بمحض رغبتهم وحريتهم طيلة الفترة التي أتيحت لهم فيها كل الفرص.

وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى: ﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ الله حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ [يونس: 4]، فالآية الكريمة واضحة في بيان سر الإعادة، وأنه إعطاء كل شيء ما يستحقه مما يتناسب مع طبيعته.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست