نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 309
ويشير إليه كذلك ما ورد في سورة البروج، فقد ذكر الله تعالى فيها هذان
الاسمان مرتبطان بفعل الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ
وَيُعِيدُ﴾ [البروج: 13]، وكأنهما تعللان سر تلك الفتنة التي حصلت
للمؤمنين، والبطش الشديد الذي حل بهم من طرف أولئك الطغاة المستبدين..
وكأنها تذكر بأن من مقتضيات البداية أن تكون بذلك الشكل لتتميز الأنواع،
ويختار كل صنف ما يشتهي، وبعد الإعادة يتحقق التمييز، وينال كل صنف ما أسس عليه
شخصيته في حياته الأولى.
ويشير القرآن الكريم إلى السر الأكبر للمبدأ والمعاد، وعدم الاكتفاء
بأحدهما، وهو ضرورة التمييز المبني على العدالة، وعلى إتاحة الفرص للجميع، قال تعالى:﴿ لِيَمِيزَ الله
الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ
فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ﴾ (الأنفال:37)
فالبشر في ذلك مثل الشوائب التي تختلط بالمعادن النفيسة، فإنها بعد عرضها
على كير الامتحان يُميز الذهب، فيوضع في أعناق الحسان، ويُرمى بالشوائب إلى القمامات.
وبما أن ذلك التمييز يحتاج إلى أدوات تمييز، وموازين، ومقاييس تميز بها
المعادن
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 309