نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
ودرجته، كما أخبر تعالى عن قول المسيح عليه السلام: ﴿
وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ﴾ [آل عمران: 50]
أما دور الإنسان وتأثيره في نسخ أحكام هذه الكتب ورفعها فقد وردت النصوص
الكثيرة الدالة على ذلك، ومنها قوله تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ
آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ
جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ (المائدة:65)، فهذه الآية الكريمة تذكر تأثير الأعمال في جانب علاقة هؤلاء
العباد بربهم تعالى.
ومن الجانب الآخر، وهو دور العبد في تقدير نزول الأرزاق عليه، أو رفعها
قال تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا
فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأعراف:96) أي أن أرزاق الله
مفتوحة على العباد، ولكن العباد هم الواقفون دون نزولها.
ومثال هذا مثل من تفرض له جهة ما مبلغا محددا أو جائزة معينة، وتشترط
عليه الحضور لتسلمها، ولكنه يظل راضيا بفقره شاكيا منه غافلا عما قدر له.
لذلك، فإن هذه المقادير المشتملة على مصالح العباد متوقفة على أعمال
العباد؛ فمع
أن الأعمار بآجالها إلا أن رسول الله a أخبرنا بما يزاد فيه العمر المقدر، فقال:(من سره أن يعظم
الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه)([251])
وعندما توهم بعضهم أن هذا الحديث معارض بقوله تعالى:﴿ هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ
ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ (الأنعام:2)، رد عليه ابن عباس بقوله: (الأجل
الأول أجل العبد من حين ولادته إلى حين موته، والأجل الثاني ـ يعني