نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
المسمى عنده ـ من حين وفاته إلى يوم يلقاه في البرزخ لا يعلمه إلا الله؛
فإذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه زاده الله في أجل عمره الأول من أجل البرزخ ما شاء،
وإذا عصى وقطع رحمه نقصه الله من أجل عمره في الدنيا ما شاء، فيزيده في البرزخ)
ولهذا ترد في القرآن الكريم الآيات
الكثيرة الدالة على أن مصير العباد يتغير، بسبب حسن أفعالهم أو سوئها، ومن ذلك
قوله تعالى حاكيا عن نوح عليه السلام: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ
كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10-12]، فقد اعتبر نوح عليه السلام الاستغفار
علة مؤثرة في نزول المطر، وكثرة الأموال والبنين، وجريان الأنهار.
وهكذا أخبر القرآن الكريم على أن للأعمال السيئة تأثيرها في المقادير،
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ
آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا
كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، وقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الله
لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا
بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: 53]
ومن هذا الباب يفسر قوله تعالى: ﴿إِنَّ
الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
[الرعد: 11]، وقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً
أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ الله
سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53]، وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
[الأعراف: 96]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تربط الجزاء بالعمل.
ولهذه المعاني تأثيرها النفسي
والسلوكي العظيم، وقد عبر عن ذلك بعض الحكماء، فقال: (الاعتقاد بالمحو والإثبات،
وأن العبد قادر على تغيير مصيره بأفعاله وأعماله، لا بد
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203