نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197
الله بعلم الغيب، فلو كان هذا الكتاب غير مكنون لأمكن الاطلاع على موعد
الساعة والحقائق الغيبية الكثيرة.
ولهذا يخبرنا الله تعالى أنه وحده المستأثر بعلم الغيب، وأن هذا الكتاب المكنون
الذي هو فيض من فيوضات علم الله سر من أسرار الله، قال تعالى:﴿ قُلْ لا
يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا الله وَمَا
يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ (النمل:65)، وقال:﴿ عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً﴾ (الجـن:26)
ولهذا يرد في القرآن الكريم وصف الله تعالى بكونه عالما للغيب والشهادة،
قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾
(الرعد:9)، وقال:﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا
يُشْرِكُونَ﴾ (المؤمنون:92)، وقال:﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (السجدة:6)، وقال:﴿ هُوَ الله
الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ﴾ (الحشر:22)
وأخبر تعالى أنه لا يطلع على غيبه أحدا، فقال: ﴿ مَا كَانَ الله
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ
مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ الله لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ الله
يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِالله وَرُسُلِهِ وَإِنْ
تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (آل عمران:179)
ورد على من تألى على الله، فزعم أنه يمكن أن ينال بجهده ما لم يقدره الله
له، فقال: ﴿ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً﴾ (مريم: 77) بقوله تعالى:﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ
أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ (مريم:78)، أي أعلم ماله في
الآخرة، حتى تألى وحلف على ذلك، أم له عند اللّه عهد سيؤتيه ذلك؟
بل تردد في القرآن الكريم الأمر بإخبار رسول الله a عن عدم علمه بالغيب،
قال
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197