نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 196
والحكمة.
وأما
خاصيتها الثانية، فهي [الحفظ] ولذلك يسمى الكتاب الذي سجلت فيه [اللوح المحفوظ]، أي أنه
محفوظ من التغيير والتبديل، فلا يغير ما فيه ولا يبدل، فقد سجل فيه تعالى بقلم
القدرة الإلهية ما سيحصل في الكون من الأحداث التي لا تبدل ولا تغير، فلو اجتمع
الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا
عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا
عليه، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
وهذا الكتاب يشبه آيات القرآن الكريم المحكمة التي لا يمكن أن تتعرض بحال
من الأحوال للنسخ، ولذلك أخبر تعالى أنه لا تبديل لكلمات الله، قال تعالى:﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (يونس:64)
وقال تعالى مخاطبا الإنسي وقرينه من الجن عندما يختصمان بين يديه: ﴿قَالَ
لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ
الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (قّ:28 ـ 29)
وهو نفس ما قال تعالى في آيات القرآن الكريم، قال تعالى:﴿
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنعام:115)، وقال:﴿ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ
مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً﴾ (الكهف:27)
فهذا الكتاب يحوي المقادير في صورتها النهائية المفصلة، التي لا تغيير
فيها ولا تبديل لأنها ترجع إلى علم الله بالأشياء، والعلم لا يتغير.
وأما خاصيتها الثالثة، فهي [الستر]، وهو ما يدل عليه اسم(الكتاب
المكنون)، فالمكنون في اللغة هو المصون المستور، وهذا ما تدل عليه النصوص الدالة
على اختصاص
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 196