نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 168
ويشير إلى هذا
قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ الله
لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا
بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنفال:53)، وقوله:﴿ إِنَّ الله
لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
(الرعد:11)
وقد عبر عن
هذا بعض الحكماء، فقال: (المحن آداب الله عز وجل لخلقه، وتأديب الله بفتح القلوب،
والأسماع، والأبصار)
وكتب آخر إلى
صديق له في محنة لحقته: (إن الله تعالى ليمتحن العبد، ليكثر التواضع له،
والاستعانة به، ويجدد الشكر على ما يوليه من كفايته، ويأخذ بيده في شدته، لأن دوام
النعم والعافية، يبطران الإنسان، حتى يعجب بنفسه، ويعدل عن ذكر ربه)
أو نعمة تقتضي
شكراً يدوم له
***
***
أو نقمة حين ينسى
الشكر تنكبه
ومن تلك النعم التي يراها أصحاب
النفوس المطمئنة، ويحجب عنها أصحاب النفوس الأمارة، [نعمة التذكير]، وهي التي أشار
إليها قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ
مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ (فاطر:37)،
فمن الأقوال في تفسيرها أن المراد بالنذر الأمراض.
وقد ورد في
بعض الآثار: (الحمى رائد الموت، وسجن الله في الأرض)([216])
وروي أن بعض
الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت عليه السلام: أمالك رسول تقدمه بين يديك
ليكون الناس على حذر منك؟ قال: (نعم، لي والله رسل كثيرة من الإعلال والأمراض
والشيب والهموم وتغير السمع والبصر، فإذا لم يتذكر من نزل به ولم يتب، فإذا