responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 167

الكريمة تبيّن بوضوح أن المصائب التي تصيب الإنسان هي نوع من التحذير والعقاب الإلهي إلا ما كان من البلاء المتعلق بالمقربين من الأنبياء والصديقين، فله نواح أخرى غير هذا.

وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية قال النبي a: (ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ولما يعفو الله عنه أكثر)([214])

ولهذا، فإن أصحاب النفوس المطمئنة يمتلئون سرورا، وهم يوقنون هذا المعنى، ذلك أنهم يلاحظون عناية الله تعالى بهم، وتأديبه لهم، وقد ورد في الحديث الإشارة إلى ذلك، فعن الإمام علي أنه قال: (ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها النبي a:﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (الشورى:30)، ثم قال: (يا علي ما أصابكم من مرض أوعقوبة أوبلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعاقب به بعد عفوه)([215])

وقد شاءت حكمة الله وعدله وتربيته لعباده ألا ينزل البلاء على الأفراد فقط، بل هو يعدوها إلى المجتمعات لينبهها حتى تعود إلى ربها وتتأدب بين يديه، ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلهمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم:41)، وهذا يدل على كون هذا سنة اجتماعية.

وفي قوله تعالى:﴿ لَعَلهمْ يَرْجِعُونَ ﴾ تنبيه إلى أن العلة في ذلك ليس الانتقام وإنما التأديب، فـ ﴿ مَا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ الله شَاكِراً عَلِيماً﴾ (النساء:147)


[214] ابن عساكر.

[215] أخرجه ابن أبي حاتم موقوفاً، ورواه مرفوعاً من وجه آخر.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست