وأما غيرهم من الجبناء الساقطين في الاختبار، فقد قال تعالى في شأنهم:﴿ فَتَرَى الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا
دَائِرَةٌ﴾ (المائدة:52)
وقد أخبر تعالى عن الناجحين في الاختبار بأنه من المنعم عليهم، قال تعالى: ﴿ قَالَ رَجُلانِ مِنَ
الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ الله عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ
فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى الله فَتَوَكَّلُوا إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (المائدة:23)
وهكذا في كل المواقف، نجد المؤمنين الصادقين الناجحين فيما أنعم به عليهم
من البلاء، ونجد الراسبين الساقطين في الامتحان الذين قال تعالى في شأنهم:﴿
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ
اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ (الحج:11)
فهذا الخاسر لا يعبد الله في الحقيقة وإنما يعبد أهواءه التي قد تتفق
أحيانا مع ما يأمر به الله، فيتوهم الخلق أنه يعبد الله، فلذلك يبتلى بما يظهر
حقيقته، ويكشف عن سريرته.
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن ذلك البلاء المحدود الذي
قد ينزله الله على عباده، يستبطن خيرا كثيرا، فهو ضرر في ظاهره، لكنه نفع ونعمة في
باطنه، ولهذا ورد الأمر بتبشير الصابرين، والبشارة لا تكون إلا على نعمة وفضل، قال
تعالى:﴿ وَلَنَبلُوَنكُم
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164