responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 137

من قدرة الله تعالى.

إنهم يدركون أن الإنسان لو تمكن من خلق ذبابة واحدة، فإنه بذلك يكون قد أنجز أعظم إنجاز في تاريخ البشرية جميعا.. فلا نستطيع بحال من الأحوال أن نقيس السفينة الفضائية أو العقل الالكتروني أو أي منجز من منجزات هذه الحضارة بخلق ذبابة ([191])

فليس في هذه المنجزات ـ مع احترامنا لها، بل اعتقادنا أنها من فضل الله على عباده ـ أي نمو أو رشد، ويستحيل أن تنجب مثيلا لها، ولا يمكنها من داخل نفسها ترميم ما يطرأ عليها من الأضرار، فهي لا تصلح قطعها التالفة أبداً، وهي فوق ذلك تحتاج إلى الهداية والقيادة من الخارج.

أما الذبابة، فلها من هذه الجهات أفضلية واضحة على تلك السفينة الفضائية أو جهاز الكومبيوتر، ولكن كثرة الذباب أدى إلى تصوره من قبلنا كموجود حقير، ولو كانت هنالك ذبابة واحدة فقط في العالم لاتضح آنذاك مدى ما سيوليه العلماء لها من الاهتمام.

وهذا الكلام لا نقوله نحن.. ولا يقوله فقط علماء المسلمين.. ولا يقوله قبل ذلك القرآن.. بل هو من العلم لا يصير العالم عالما إلا إذا علمه.. وقد قال بعض العلماء في ذلك: (سوف يصل الانسان بعد ألف سنة إلى سر الحياة، ولكن هذا لا يعني أنه سيستطيع صناعة ذبابة أو حشرة أخرى أو حتى خلية حية)

ويرد آخر على بعض الملاحدة، فيقول: (قال هيغل: أعطوني الهواء والماء والمواد الكيمياوية والزمان وسوف أخلق بها إنساناً، لكن هيغل نسي أنه بحاجة إلى نطفة وجرثومة الحياة من أجل هذا المشروع أيضاً، إنه بعد أن يجمع الذرات اللامرئية ويرتبها إلى جانب بعضها ضمن نظام وترتيب خاص بخلقة الإنسان، عليه أن يمنح الروح لهذا القالب! وعلى


[191] انظر: الأمثل للشيرازي.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست