نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
فرض أنه وُفّق للقيام بكل هذه الاُمور الخارقة
للعادة، هنالك احتمال واحد فقط من بين ملايين الاحتمالات لظهور حيوان لم تشاهد عين
الدهور شيئاً أغرب منه، والأعجب هو أن هيغل لن يقول بعد الموفقية في هذا الأمر أن
هذا الموجود العجيب ظهر بحسب التصادف والاتفاق، بل يقول:(إن ذكائي ونبوغي هو الذي
خلقه)([192])
ويقول آخر: (من أجل تشكيل البروتين يجب التحام
مئات أو آلاف الجزئيات (أحماض أمينية) بنِسب مختلفة وبأشكال متنوعة على شكل سلسلة،
وإن عدد أنواع البروتينات لا محدود حقاً، لأنه لايمكن العثور على نوعين من
الحيوانات يكون لهما نوع واحد من البروتينات، إذن فجزيئات المواد العضوية تشكل
مجموعة عظيمة لا حدود لتنوعها وتعقيدها يبعث على الحيرة، ومن أجل صنع موجود حي
واحد لا نحتاج إلى مقدار كاف ونسب معينة من انواع البروتينات اللامتناهية فحسب، بل
يجب ترتيبها ترتيباً صحيحاً أيضاً، أي ان بناءها له من الأهمية ما لتركيبها
الكيمياوي من الأهمية.. إن بناء البروتينات معقد حقاً، وإن أعقد الأجهزة التي
صنعها الانسان (كالعقل الألكتروني) هي بحكم الألعوبة مقابل أبسط الكائنات الحية!
يكفي الانسان أن يفكر في هذه العظمة لتتضح له استحالة الخلقة الذاتية أو
التصادفية)
وغيرها من التصريحات التي تثبت عجز العلم، بل عجز كل العلماء، عن تقليد
جزء بسيط من القدرة الإلهية التي لا يمكن تحديدها ولا تصور عظمتها.
فلذلك كان المؤمن بالقدرة الإلهية، والمذعن لها صاحب عقل علمي، لا صاحب
عقل خرافي كما يزعم الجهلة.. فالعالم هو الذي يقيس ما يشاهده على غيره.. فمن رأى
هذه المظاهر العجيبة للقدرة الإلهية في النفس والآفاق لن يستغرب أي شيء تبرزه هذه
القدرة.