responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125

وليس معنى ذلك تخصيص قوم بالهداية دون غيرهم.. فهداية الله شاملة للخلق جميعا، كما قال تعالى:﴿ وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيل﴾ (النحل: 9)، وقال:﴿ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ (الحجر:41) فمن معانيها أن عليه بيان الطريق المستقيم.

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى:﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الأنعام:54)، فالآية الكريمة تشير إلى أن الرحمة قيمة ثابتة، وأن الله تعالى كتبها على نفسه، وألزمها بها؛ فيستحيل عليه أن يتصرف خلاف ما تقتضيه.

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى الله رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (هود:6)، فقد أوجب تعالى ـ رحمة منه وفضلا ـ على نفسه رزق كل دابة في الأرض.

ومن الأمثلة على ذلك، قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:103)، ومثلها قوله تعالى في وعده لعباده المرسلين بالنصر: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات: 171 – 173]، فالله تعالى أوجب على نفسه ـ حسب هذه الآيات وغيرها ـ رحمة منه وفضلا إنجاء المؤمنين من المهالك ونصرهم، وهي مما تتفق العقول على اعتبارها من الأعمال الحسنة.

ومثلها إيجابه على نفسه ـ رحمة منه وفضلا ـ نصر المؤمنين، كما قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم:47)، وهي من القيم التي تسلم لها العقول السليمة، ذلك أن المؤمنين في القرآن الكريم لا يقصد بهم سوى أولئك الطيبين المتواضعين الذين قد يظلمهم

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست